لماذا سميت قصيدة البردة بهذا الاسم، قد عرف الأدب العربي بأشكاله المختلفة، وكان من ضمن ما يتم كتابته هو المدائح النبوية، كانت البردة هي من أبرز القصائد التي قيل أنها أشهر قصائد المدح النبوي في الشعر العربي، وقد استطاعت أن تنتشر بشكل واسع، وترجمت لعدد من اللغات، كالفارسية والتركية والفرنسية والإنجليزية وغيرها، وأصلها العربي بقي مثل ما هو، وقد كانت من ضمن المدائح التي تنظم على البحر البسيط، واشتهر شعر المولديات الخاص بذكرى المولد الشريف، ومن خلال موقع زاد نت كان علينا عرض لماذا سميت قصيدة البردة بهذا الاسم.
قصيدة البردة لكعب بن زهير مكتوبة
تعد قصيدة البردة لكعب بن زهير واحدة من أشهر القصائد التي جاءت في مدح الرسول عليه السلام، وكان مطلعها بانت سعاد، قد أبدع كعب بن زهير في كتابتها ومدح النبي من خلالها، ويمكن قراءتها مكتوبة من خلال السطور القادمة:
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُجزَ مَكبولُ
وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ
هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ
تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلولُ
شُجَّت بِذي شَبَمٍ مِن ماءِ مَحنِيَةٍ صافٍ بِأَبطَحَ أَضحى وَهُوَ مَشمولُ
تَجلو الرِياحُ القَذى عَنُه وَأَفرَطَهُ مِن صَوبِ سارِيَةٍ بيضٍ يَعاليلُ
يا وَيحَها خُلَّةً لَو أَنَّها صَدَقَت ما وَعَدَت أَو لَو أَنَّ النُصحَ مَقبولُ
لَكِنَّها خُلَّةٌ قَد سيطَ مِن دَمِها فَجعٌ وَوَلعٌ وَإِخلافٌ وَتَبديلُ
فَما تَدومُ عَلى حالٍ تَكونُ بِها كَما تَلَوَّنُ في أَثوابِها الغولُ
وَما تَمَسَّكُ بِالوَصلِ الَّذي زَعَمَت إِلّا كَما تُمسِكُ الماءَ الغَرابيلُ
من هو صاحب قصيدة البردة
يعد كعب بن زهير هو صاحب قصيدة البردة، والذي يعد أحد الشعراء المخضرمين واسمه هو كعب بن زهير بن أبي سلمى، وقيل أنه ألقى هذه القصيدة بين يدي النبي طالباً منه العفو، وقد أعجب بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وعفا عنه، وكساه بردته الشريفة، ولهذا قد قيل عنها بردة كعب بن زهير، وقد بدأ قصيدته بالغزل والذي يعد هو أحد أول الأمور التي يتم افتتاح القصائد الشعرية عند العرب من خلاله، وقد أصبحت البردة تقليد شعري وينظموا من خلالها المدائح النبوية.
سبب كتابة قصيدة البردة
قد قام كعب بن زهير بكتابة قصيدة البردة في مدح الرسول، كنوع من الاعتذار له، وقد أطلق عليها اسم البردة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطى بردته الشريفة إلى كعب بعد أن عفا عنه وأعجب بالقصيدة التي قدمها له، وقد اتبع كعب بن زهير عادات العرب في مقدمة القصائد والتي تم ذكر المحبوب من خلالها والتغزل بها.
قصيدة كعب بن زهير في مدح الرسول
يعد كعب بن زهير أجد الشعراء العرب المسلمين، عاش عصرين هم عصر الإسلام والجاهلية، وقد قام بهجاء النبي أول الإسلام، وقد أحل النبي دمه، ولما هدر دمه جاء كعب بن أبي زهير إلى رسول الله مستأمناً به، وأنشده قصيدة يمدح بها النبي، فعفا عنه النبي وخلع عليه بردته، وأطلق عليها بردة، فهو من أعرق الناس في الشعر، وأبوه هو زهير بن أبي سلمى، وقد أخذت قصيدة كعب بن زهير في مدح الرسول وتم ترجمتها إلى عدد من اللغات المختلفة.
قصيدة كعب بن زهير يعتذر ويمدح
حصل كعب بن زهير على بردة رسول الله بعد أن عفا عنه، وسمع منه مديحه للنبي، ولكن اشترى معاوية بن أبي سفيان من ولد كعب البردة، وكان الخلفاء يلبسونها في الأعياد، وقد تم الاحتفاظ بها من خلال الخلفاء العباسيون، إلى أن تم احتلال المغول لبغداد ونهبوها، وأحرقوا هذه البردة وهناك من يقول أنها لم تحرم ولم تزل موجودة في إسطنبول، ومن أبيات قصيدة كعب بن زهير:
يا وَيحَها خُلَّةً لَو أَنَّها صَدَقَت ما وَعَدَت أَو لَو أَنَّ النُصحَ مَقبولُ
لَكِنَّها خُلَّةٌ قَد سيطَ مِن دَمِها فَجعٌ وَوَلعٌ وَإِخلافٌ وَتَبديلُ
فَما تَدومُ عَلى حالٍ تَكونُ بِها كَما تَلَوَّنُ في أَثوابِها الغولُ
وَما تَمَسَّكُ بِالوَصلِ الَّذي زَعَمَت إِلّا كَما تُمسِكُ الماءَ الغَرابيلُ