ما الفرق بين القائد والمدير والعلاقة بينهما ، من المعروف أنه لابد من وجود مدير أو شخص مسؤول في أي عمل إداري أو أي مشروع مهما اختلف نوعه وذلك للإشراف على العمل وتوجيه من يعملون من خلفه، وكنا في السابق نعرف أن ذلك من مهمة المدير ولكن ظهر مسمى آخر أصبح يتردد على آذاننا كيرًا في الآونة الأخيرة وهو مصطلح القائد، وقد يختلط الأمر على البعض ويعتقدون أن المدير هو نفسه القائد ولكن الأمر ليس كذلك. لذا، سنوضح لكم من خلال موقعنا زاد نت ما الفرق بين القائد والمدير والعلاقة بينهما.
ما الفرق بين القائد والمدير
قد يشترك القائد والمدير في بعض المهام أو حتى في كل المهام المطلوبة من كل منهما وهي الإشراف على العمل حتى الانتهاء منه على النحو الأمثل ولكن يكمن الاختلاف في الطريقة التي ينفذ كل منهما العمل بها، فكل فرد فيهم له طريقة مختلفة لإنجاز الأعمال والمهام المطلوبة وكذلك عند التعامل مع فريق العمل الموجود معه، فالمدير يرى أن الرئيس الذي يلقي الأوامر على فريق العمل لإنجاز المهام أما القائد فيرى أن عليه التوجيه ومشاركة وتشجيع فريق العمل حتى الانتهاء بشكل جماعي من الأعمال. وهناك الكثير من الاختلافات بين القائد والمدير وهو ما سنعرفه في السطور التالية.
كيف يختلف القائد عن المدير
يمكن تعريف القيادة بأنها القدرة على التوجيه وذلك من أجل تحقيق هدف معين من خلال الآخرين أي تشجيع وتحفيز فريق العمل الذي تعمل معه وذلك لإنجاز أهداف العمل المطلوبة. ويختلف القائد عن المدير بشكل كبير وهو ما سنوضحه في النقاط التالية:
- يقف المدير خلف فريق العمل لدفعهم نحو الأمام ويهتف بهم هيا اذهبوا واعملوا، بينما يقف القائد أمام فريق العمل ليقودهم ويوجههم ويهتف بهم هيا بنا نعمل.
- المدير يصدر أوامره لمرؤسيه اعتمادًا على سلطته التي منحها له من هو في مركز أعلى منه، بينما القائد يقدم النصح للموظفين فهو يعتمد دائمًا على ثقة مرؤسيه به.
- المدير يضع الأهداف المرجوة وحده ويطلب من مرؤسيه تنفيذها وحدهم، بينما يطلب القائد رأي الموظفين عند وضع الأهداف ويساعدهم في تنفيذها.
- يعتمد المدير على ترهيب الموظفين وإثارة الخوف بتوقيع عقوبات عليهم، بينما يحاول القائد بثث الطمأنية وتحفيز الموظفين وإثارة حماسهم.
- غالبًا ما يستخدم المدير ضمير المتكلم “أنا” عند التحدث، بينما يستخدم القائد الضمير “نحن” في إشارة منه لدور مرؤوسيه الكبير.
الاختلافات بين المدير والقائد
تختلف رؤية القائد في تنفيذ العمل تمامًا عن رؤية المدير، فيحاول القائد دائمًا البحث عن التغيير وأنماط مختلفة لتنفيذ العمل بينما يريد المدير الحفاظ على نفس النهج الذي اتبعه من سبقه في العمل ما دام ذلك يحقق نتيجة مقبولة، ومن أبرز الاختلافات الأخرى بين القائد والمدير ما يلي:
- القائد موهوب بفطرته ولكنه عزز هذه الخبرة بالتعلم والخبرة والممارسة العملية، أما المدير فيصل إلى منصبه من خلال تدرج السلم الوظيفي ولا يعني ذلك قدرته على التعامل مع الموقف
- القادة فريدون بطبعهم لأن كل قائد يحاول البحث عن الابتكار والإبداع في العمل لتحقيق الأهداف المنشودة بلمساتهم الخاصة، بينما ينسخ المدير التجارب السابقة للمدراء الآخرين دون قبول أي تغيير أو محاولة للابتكار
- يحاول القائد خوض التجارب والمخاطر طالما ذلك يمنحه الفرصة للإبداع، أما المدير يتجنب أي مخاطر قدر المستطاع ويسعى دائمًا إلى إخماد أي مخاطر تظهر أمامه
- القائد ينظم الفريق ويهتم بمساعدتهم على إنجاز المهام على أكمل وجه، بينما ينظم المدير المهام ويحددون الأهداف وفقًا للموارد المتاحة لإنجاز المهام
مواصفات القائد الناجح
لا يستطيع أي إنسان ان يكون قائدًا ناجحًا بسهولة ولكن عليه أن يتسم بعدد من المواصفات إلى جانب الخبرة والممارسة التي تمكنه من تلك المهمة، ومن أبرز صفات القائد الناجح ما يلي:
- الشجاعة: لابد أن يتحلى القائد بالشجاعة في اتخاذ القرارات التي يراها الأنسب حتى في وجود المخاطر
- الاستماع: ينبغي أن يكون القائد منفتحًا مع الموظفين ويستمع إلى مشكلاتهم وآرائهم لحل العقبات والوصول إلى النتائج المرجوة
- التفويض: كي تكون قائدًا ناجحًا عليك تفويض بعض المرؤوسين للقيام ببعض المهام أو الإشراف عليها وفقًا لخبراتهم
- الفكر الإيجابي: يحاول القائد الناجح تبني التغيير والابتكار لخلق فرص جديدة لإنجاز الأعمال ولا يقف عند كبوة معينة حدثت في العمل ولكن يستغلها في تشجيع الموظفين
كل قائد يصلح أن يكون مديرًا ولكن لا يصلح كل مدير أن يكون قائدًا، فالقيادة مهارة وخبرة يحصل عليها الشخص بعد الكثير من الممارسة العملية والتدريب إلى جانب الموهبة الفطرية منذ البداية، ولكن على الأقل لابد وأن يحاول كل مدير أن يتبع بعض الصفات التي تمكنه من أن كون قائدًا إلى جانب كونه مديرًا.