هل يجوز الصيام بعد نصف شعبان لمن عليه قضاء، عبادة الصيام من أحب العبادات إلى القلب، فيها صفاء وارتقاء للنفوس، وعلو عن الشهوات والمفاسد، وتحمل الجوع والعطش في سبيل مرضاة الله، فينتظر الناس في شغف قدوم شهر رمضان الفضيل ليؤدوا فريضة الصوم بنفس محبة وقلب مؤمن، ولكن للأسف هناك حالات معينة تحتم على المسلم أو المسلمة إفطار أيام منها سواء لسفر أو لحيض المرأة وغير ذلك من الأسباب، وعليه يتوجب قضاء هذه الأيام، ومن خلال موقعنا زاد نت سنناقش هل يجوز الصيام بعد نصف شعبان لمن عليه قضاء.
هل يجوز قضاء الدين بعد النصف من شعبان
الصيام هو الإمساك عن المفطرات ولا يقتصر ذلك على الطعام والشراب فحسب، بل عن الكلام السيء والنظر للمحرمات وغيرها، وفيها ارتقاء لجميع حواس الإنسان ويتقرب العباد من الله تعالى بشروط الشرع، ولكن إذا حدث وأفطر الإنسان اجباريا ولعذر قاهر فعليه قضاء الأيام التي أفطرها، وعن هل يجوز قضاء الدين بعد النصف من شعبان، فالإجابة هي نعم جائز إذا كان قضاء، أما عن حديث النهي عن الصوم في حال دخول النصف الثاني بشهر شعبان يقصد به صيام النافلة المطلقة.
من يباح لهم الفطر في رمضان ويجب عليهم القضاء
الإسلام هو دين الرحمة، لذا فقد أباح وأجاز لبعض الفئات من الإفطار بشهر رمضان الفضيل، ولكن لمن يملكون عذرا قويا يستحق الإفطار، لما للصيام من أجر كبير فلا يضيعه ويؤدي المرء بنفسه إلى الأذى والهلاك، فمن هم من يباح لهم الفطر في رمضان ويجب عليهم القضاء:
- المريض المتضرر من الصوم.
- المسافر.
- النفساء والحائض.
- الحامل والمرضعة.
- العاجز عن الصيام.
- الفطر لحاجة.
- غير المكلف.
ما هي شروط صيام القضاء
عندما يرغب المرء بقضاء الصوم فلا بد من توافر شروط صيام القضاء وهي على المسلم قضاء ما أفطره في رمضان، فهو أمر واجب، ولا يشترط فيه التتابع ولكنه مستحب، فإذا دخل رمضان الذي يليه فعليه قضاءه، أما إذا مات المرء قبل أن يقضيه فهو آثم وعليه على وليه أن يصوم عنه أو يفديه، لذا على المسلم والمسلمة قضاء ما فاتهم إن كان يستطيع القضاء سواء متتاليا أو متفرقا، وأن يصوم بنية القضاء بحسب ما فاته من أيام الإفطار.
اقرأ المزيد: هل يجوز صيام 14 و15 فقط من شعبان اسلام ويب
من كان عليه قضاء رمضان ولم يقض حتى أتي رمضان الذي بعده بدون عذر
أصبحت مشاغل الحياة كثيرة وأعبائها ثقيلة، حتى أن الإنسان ليلهث من كثرة الضغوط والعوائق المتتالية، وقد ينسى المرء في خضم العمل والحياة صيام ما فاته في رمضان، فيلجأ للشيوخ متسائلا من كان عليه قضاء رمضان ولم يقض حتى أتي رمضان الذي بعده بدون عذر، فما هو حكمه، ولكن الإسلام دين يسر وليس عسر، فمن فعل ذلك عليه بالتوبة النصوحة لله تعالى، ومع كل يوم يقضيه يطعم فيه مسكينا، ولا يوجد عليه كفارة خلاف ذلك.
هل يجوز الصيام بعد نصف شعبان لمن عليه قضاء، الصوم نعمة أجزل الله فيها العطاء للمسلمين، يصوم فيها السمع والبصر واللسان، إنها ما تحرك رفيف القلب بالاشتياق، وهي ما ترفع عنا ما أفسدته شهور العام وما أثقلته على أرواحنا، وهي ما تمكننا من الطيران ببحر الذوق، عبادة جميلة تزدان فيها أخلاقنا وسماتنا، جعلنا الله وإياكم من عباده الصائمين الصالحين.